نحو فهم جديد للواقع
كلمة الناشر
كي لا يتحول الدين إلى يد تقبل ويد تأخذ …وكي نبتعد عن المقولة التي تصر على نفي الخطاب الديني من الساحة العامة …وحتى لا يتحول الدين إلى ” ديناميت ” أو إلى مجادلات تبريرية تسويغية للواقع … نقدم هذه الرؤى الفكرية المستنيرة للدكتور عبد الكريم بكار …لقد كان من تجليات الثلاثاء الأسود ( 11 / أيلول – سبتمبر ) أن زج الخطاب الإسلامي في مواجهة مع ذاته قبل أن يواجه الأخرين …فقد نعت الإسلام بمفردات الإدانة من إرهاب إلى بطش وعدوانية ، إلى أخر تلك المفتريات الجائرة التي روجت لها بعض مراكز الإعلام العالمي والتي أحسن بعض أبناء جلدتنا جر الشهات إلينا ، وأقلق وبرر للأخرين هجمة شرسة باتت لا تفرق بين معتدل ومتشدد ، ووضعت الكل في سلة واحدة …بل تجرأ مثقفون منا ! إلى حد المطالبة باعتقال ومحاكمة بعض الرموز الإسلامية المعروفة بخطابها التنويري الذي ينتمي إلى الأمة …وإذا أجاز أخرون الجهالة لأنفسهم فما ينبغي لنا أن نقابل الجهالة بجهالة ، والخطاب الإسلامي المنتمي خطاب مطلوب ، فهو قدير ومبدع وخلاق في إحياء السنن الحياتية وفق مبدأ التبصر بالذات أولا ، والوعي بالمسؤولية الفردية والتماس مساحات التعاون المشترك على أساس القاعدة النورانية : ” يعذر بعضنا بعضا فيما إختلفنا فيه ” …الدكتورعبد الكريم بكار وجه متحضر في عالم الخطاب الإسلامي ، وهو يتمتع بخطاب وسطي يجتهد في تعويد العقل المسلم على التفكير بتأن بعيدا عن التشنج أو الصدامية أو الانسحابية .وهو يمتلك مقومات قوية لاستمراريته ، فهو يرتكز على الإحيائية الإسلامية التي تقرأ الواقع ولا تدعو إلى القفز فوقه ، أو إلى التحديق بغارات الآخرين علينا ، وعدم الالتفات إلى مقابحنا وذنوبنا الجماعية …من ميزات الدكتور بكار تعمه وفهمه للثقافة الأصلية واستيعابه للوافد الجديد ولديه قدرة كبيرة على استخلاص الفكرة الكلية من خلال تجميع الجزء إلى الجزء وربط المعنى بالمقصد وتمكين العقل من توليد استنباطات أكثر دقة من خلال السعي إلى تعميق مفاهيم أكثر تجديدا …لن نسترسل أكثر … وإنما ننتقل معكم لنقلب الكتاب … نقطف من ثماره … بكل موضوعية ، ودون تشنج … فمن حقك أخي القارئ أختي القارئة أن تخالف الكاتب في بعض أفكاره – إن أحببت – … لكن ليكن ذلك دون تهجم ، ودون صدامية ، ودون تقريع …