العولمة
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وبعد:
فإن كلمة العولمة باتت اليوم على كل لسان وفي كل منتدى، ولم لا وقد أضحى الناس في كل مكان في الأرض يعيشون شكلا من أشكال العولمة، ويعانون لونا من ألوان لأوائها.
قد تعود كثير من الناس أن يستيقظوا في بعض المناسبات وعند بعض الأزمات، لكن ذلك لا يكون إلا مؤقتا، وقليل منهم أولئك الذين يطورون أدوات عمل للاستمرار في المواجهة وتلافي الأخطاء المحدقة.
ولا أظن أن الأمر سيختلف كثيرا هذه المرة، ولا سيما أن العولمة لا تمارس عملها عبر الأفكار والمقولات، وإنما من خلال إيجاد ظروف وأوضاع تدفع الناس دفعا في اتجاه السبل التي تحقق العولمة من خلال مآربها.
وهذا هو وجه الصعوبة في التعامل معها؛ لكن مهما يكن الأمر، فإن تكوين رؤية واضحة حول هذه الظاهرة يعد الخطوة الأولى والمهمة في طريق تنظيم ردود أفعال راشدة حيالها .
إن كل جهودنا في مقاومة هذه الظاهرة ستكون غير مثمرة الثمرة المرجوة؛ لأن من غير الممكن الوصول إلى حلول كاملة في وسط غير كامل، لكننا مع هذا نعتقد أن أمامنا فرصا عديدة لتحسين أحوالنا؛ إذ إن وقع آثار العولمة على الناس متفاوت، وهذا التفاوت في حد ذاته يمنحنا إمكانات جديدة للنمو والتقدم ولا راحة لمؤمن إلا بلقاء ربه.
إن من غير الممكن أن نضع النقاط على الحروف في كل مايخص هذه الظاهرة، كما أن من غير الممكن الإحاطة بها من خلال كتاب أو كتابين؛ فهي ظاهرة متعددة الجوانب وفي حالة تمدد وتمظهر دائم؛ ولذا فلابد من المتابعة المستمرة واليقظة.
ونسأل الله الهداية والمعونة.
لتحميل الكتاب اضغط هنا