السؤال المستمر
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الإخوة الكرام ، أيتها الأخوات الكريمات ، السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أرجو أن تكونوا أنتم ومن تحبون على أحسن حال وبعد:
السؤال المستمر
فإن نعمة الفراغ من أجلِّ النعم التي أفاء الله بها علينا ، وإن كثيراً من العظماء ما كان لهم أن يكونوا كذلك لولا أنهم وجدوا الوقت الذي أنجزوا فيه ما أنجزوه. دعوني أؤكد في البداية أن إدراك قيمة الوقت والاهتمام به منتجان حضاريان ، ولهذا فإن التخلف الحضاري يلقي على أعين الناس ما يشبه الغشاء فلا يعرفون قيمة الوقت ، ولا يعرفون كيف يستثمرونه.
لن يكون صادقاً من يزعم أنه يستثمر أوقاته على نحو كامل وبالأسلوب الأمثل لأن ذلك يتطلب طاقة روحية هائلة ،لاتتوفرفي كل الأوقات ، ومن هنا فإن مما يساعد على الاستفادة من أوقات الفراغ أن يسأل الواحد منا نفسه كلما وجد أنه فارغ السؤالَ التالي: ما الشيء الذي في إمكاني الآن أن أعمله ، لكنني لا أعمله ؟
إن الجواب قد يتمثل في:
1ـ ذكر لله ـ تعالى ـ والثناء عليه و في التوبة والاستغفار والإنابة.
2ـ قراءة شيء من كتاب الله ـ تعالى ـ أو مراجعة شيء من المحفوظ منه.
3ـ القراءة في موضوع مهم.
4ـ زيارة أحد الأرحام و السؤال عنه.
5ـ مساعدة أحد الأبناء في فهم بعض دروسه.
6ـ الاتصال للسؤال عن صحة مريض.
7ـ الخروج من المنزل لحضور إحدى المحاضرات المهمة.
8ـ التفكير في مشكلة من المشكلات الشخصية.
9 ـ تقديم المشورة لمؤسسة خيرية.
10ـ ………………………………….
إذا كان الواحد منا يجد صعوبة في الالتزام المطلق بما ذكرته ، فليدرب نفسه على أن يفعل ذلك مرتين أو ثلاث مرات يومياً على الأقل وسيلمس التغيرالكبير الذي سيطرأ على حياته.
وإلى أن ألقاكم في رسالة قادمة أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محبكم د.عبد الكريم بكار
في 16 / 12 / 1430