إما العقل وإما العضلات
في زماننا هذا برزت معادلة جديدة في الحياة العامة, ومع أن أساس المعادلة موجود منذ زمان سحيق إلا أنها تتجسد في حياتنا اليوم على نحو لم يسبق له مثيل, المعادلة تقول:أنت مخير فإما أن تستخدم عقلك من خلال التفكير المدعوم بمعرفة جيدة, وإما أن تستخدم عضلات رجليك ويديك في أعمال مهنية شاقة. في الماضي كانت مساهمة المعرفة والذكاء في تحسين مستوى الحياة الخاصة محدوداً, وكان من المألوف جداً أن ترى عالماً كبيراً, لا يجد عشاء يومه, أما اليوم فالعلم والذكاء والتفكير المنهجي الصحيح والمهارات المصقولة, هي الطريق للظفر بوظيفة جيدة ومنصب كبير وموقع مؤثر… الفكرة الجوهرية التي أود أن تحملها هذه الرسالة إلى أخوتي وأخواتي تتلخص في الآتي:
روح العصر تقوم على الاختصار من الجهد البدني إلى الحد الأدنى والعمل على جعل الجهد العقلي في غاية الفعالية, ولهذا فإن الواحد منا كلما وجد نفسه في أعمال تقوم على استخدام العضلات دل ذلك على حاجته الماسة إلى المزيد من التعلم والمزيد من المهارات العقلية.
كان الناس في الماضي يفرحون بالأطفال والفتيان عندما يصبحون قادرين على كسب رزقهم ومساعدة آبائهم في مهنهم وأعمالهم, وقد تغير هذا اليوم, حيث صار من علامة تقدم الأمة طول فترة طفولة أبنائها وبقاؤهم مدة طويلة على مقاعد الدراسة, ولهذا فإني أعتقد أن إخراج فتى من الدراسة قبل أن ينهي المرحلة الابتدائية أو المتوسطة ( الإعدادية) يعادل قطع طرف من أطرافه في إلحاق الضرر به, بل يزيد.
يجب أن نرفع شعار ( التعلم مدى الحياة) فلا نكف أبداً عن القراءة وحضور الدورات التدريبية والحصول على الشهادات المختلفة….
لا تيأس أبداً إذا لم تجد من يُقَدّر ما لديك من علم وخبرة ، فهذا سيحصل ولو بعد حين, ولا يصح أن نتوقف عن اكتساب المزيد من العلم بسبب ذلك.