مغالبة السفهاء

الإساءة إلى الإسلام ومقدساته ورجالاته قديمة للغاية ويزداد شعورنا بالضيق منها اليوم بسبب التواصل العالمي الذي فاق كل التصورات ، ونحن نعرف أن علماءنا اختلفوا في الماضي في تحديد نوعية الموقف المناسب تجاه مثل هذه الأمور ، فمنهم من رأى تجاهلها ، لأن في الانشغال بها إذاعة لها ، وإشعاراً بأهمية من يقف وراءها ، ومنهم من رأى ضرورة الرد عليها وتفنيدها … ولكل واحد من الرأيين وجاهته في الحقيقة .

إننا حين نستنفر قُوانا في الرد على من يطعن على الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ أو يريد حرق القرآن الكريم … فإننا نُغري السفهاء والمغمورين بالإقدام على الإساءة ، حيث صار راسخاً لديهم بأن الطريق إلى الشهرة والثراء وحصد الجوائز يمر بالتشنيع علينا والاستخفاف بمقدساتنا ، ولهذا فإن علينا أن نحرمهم من ذلك .

السؤال هو : ما ملامح الموقف من ذلك؟

1ـ لا أعتقد أن التجاهل التام  صحيح ، ولا بد من إظهار موقفنا من ذلك وإظهار غيرتنا على حرمات الإسلام ، وأنا شخصياً أرى أن تتولى ذلك الهيئات والحكومات الإسلامية ، ولا بد من إشعار بلد المسيء أنه يسيء إلى علاقات بلاده مع الدول الإسلامية .

2ـ حين نستخدم العنف أو السب والشتم ، فإننا نعطي انطباعاً بأننا عاجزون عن الرد العلمي والمنطقي ، وهذا لا يخدم قضايانا ، ولهذا فلا بد من أن يتسم الرد بالهدوء والتوازن, وأن يكون علمياً قدر الإمكان.

3- إن من المهم أن نستثمر الإساءة إلى ديننا وتاريخنا… في الدعوة إلى الله – تعالى- وإرشاد العباد إلى الدين الحق وذلك بإظهار السماحة والحرص على عدم الانزلاق إلى صِدامات حضارية على مستوى الأمم.

4- الإساءات التي تصدر من بعض المسلمين هي الأشد خطورة, لأنها تعطي المسوغ للآخرين بالتمادي في الإساءة, ولهذا فإن الموقف من مسيئي الداخل يجب أن يكون صلباً.

وإلى أن ألقاكم في رسالة قادمة أستودعكم الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

محبكم د.عبد الكريم بكار

في 28/ 10/ 1431هـ