سورية:الحكومة المؤقتة
في ذكرى إتمام الثورة السورية المجيدة لعامها الثاني تم بحمد الله تسمية رئيس لحكومة مؤقتة، وقد كان هذا واحداً من أهم إنجازات الائتلاف. قد ترددنا كثيراً قبل الإقدام على هذه الخطوة بسبب ضعف التمويل الذي يمكن أن يقدمه الائتلاف لبرامج الحكومة، لكن قد تبين لنا أن المسؤولية الوطنية والأخلاقية تملي علينا ذلك، فهناك آبار للنفط والغاز تقع في الأرض المحررة، وهناك المعابر الحدودية التي تحتاج إلى ضبط ، وهناك الكثير من الممتلكات الحكومية والخاصة التي تحتاج إلى حماية.
بعض الأصدقاء والأشقاء كانوا ينصحوننا بالتريث خوفاً من أن تفشل الحكومة في القيام بواجباتها، وبعض الدول العظمى كانت ضد هذه الخطوة لأنها تسعى إلى تشكيل حكومة انتقالية من الثوار وبعض رجالات النظام، وهذا ما نرفضه رفضاً تاماً.
رئيس الحكومة الأستاذ غسان هيتو رجل متدين ودمث الأخلاق وذو خبرة رفيعة في الإدارة، وهو وأسرته منخرطون في الثورة ، وأحد أبنائه من أبطال الجيش الحر المعروفين، وأعتقد أنه فعلاً أفضل المرشحين، وأثق بأن ختيارنا كان صحيحاً .
حين تتشكل الحكومة فإنها ستواجه أكواماً من المشكلات والمعضلات، وستكون قلة الأموال التي ستجدها بين أيديها أخطر تلك المشكلات .
كُلي أمل ألا نستقبل حكومتنا الوليدة بالتشكيك، وألا نطلب منها فوق ما تطيقه، وأناشد كل الغيورين على نجاح الثورة بأن يدعموها بالنصح والمؤازرة والدعم حتى تقوم بواجبها على أحسن وجه .
إن على الحكومة أن تعتبر إدارة المناطق المحررة اختباراً لها ، وأن تصر على ذلك بكل ما أوتيت من قوة .
الحكومة المؤقتة مسمار كبير في نعش النظام المجرم، ونحن نرجو من العلي القدير أن يجعله المسمار الأخير، و الله مولانا وهو حسبنا ونعم الوكيل .
وإلى أن ألقاكم في رسالة قادمة أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .