ثورتنا بين المقاصد والوسائل
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله المصطفى الأمين وبعد:
فإنه لو لم يكن هناك ربيع عربي لما كان لدينا ثورة سورية.
الربيع العربي موحد الأهداف والمقاصد فالناس ثاروا من أجل الحرية والعدالة والكرامة وضد الظلم والفساد والاستبداد.
هذا هو الذي حرك الناس وقد ظلت ثورتنا سلمية قرابة سبعة أشهر على الرغم من كل القتل والعسف الذي واجهها به النظام المجرم.
الناس كانوا يريدون الانعتاق من نظام الاستعباد والفساد وتأسيس نظام وطني تسوده العدالة والحرية والكرامة.
هذا هو المقصد العام لجميع ثورات الربيع العربي دون أي استثناء.
القتال الذي اضطر السوريون إليه اضطرارا لا يتجاوز أن يكون وسيلة وهذا هو شأن الجهاد في الإسلام فهو وسيلة وليس غاية مستقلة.
حين تمت عسكرة الثورة وفد آلاف الشباب المسلم المخلص الغيور لمساعدة السوريين على نجاح ثورتهم فجزاهم الله خير الجزاء وأوفاه.
السوريون هم أهل البيت وهم الذين فجروا الثورة وهم الذين بذلوا كل ما يملكون بسخاء بالغ ومازالوا يبذلون من أجل نجاحها.
هذا يعني أن الثوار السوريين هم الذين يحددون أهداف الثورة وهم أصحاب القرار النهائي في تحديد الوسائل الملائمة لتحقيق تلك الأهداف.
وهذا يعني مرة أخرى أن على الشباب غير السوريين أن يكونوا ضمن الفصائل السورية وأن يكون دورهم تنفيذيا محضا وفي ساحات القتال حصرا وتحت إمرة أصحاب البيت حيث قال صلى الله عليه وسلم: لا يؤم الرجل في بيته ولا في سلطانه.
لا يجوز لغير السوريين التحدث إلى وسائل الإعلام ولا الحديث عن نوعية نظام الحكم الذي يجب أن يقوم بعد سقوط النظام المجرم ولا إقامة المحاكم ولا نصب حواجز التفتيش… لأن هذا ليس من الجهاد والقتال وليس من المساعدة التي نحتاجها.
إن كل ثورة في العالم تنتهي بحل سياسي وترتيب وطني بحسب الظروف السائدة وهذا الحل يعرفه السوريون وحدهم وهم وحدهم من يتحمل مسؤولياته.
إن المجاهد المسلم الذي يريد أن يفرض علينا رؤية لا نراها يفتئت على أهل البيت ويؤذيهم ويفشل ثورتهم وهو بهذا مأزور غير مأجور و خذلانه لنا أكبر من نصرته لأن ما يترتب على سلوكه من مفاسد أكبر بكثير مما يحققه من مصالح.
أقول ما أقول أداء للأمانة وتبليغا للرسالة وإبراء للذمة ولعله يقع لدي بعضهم موقعا حسنا فيعود إلى طريق الرشد والصواب.
والحمد لله رب العالمين
د.عبدالكريم بكار
في السادس من صفر 1438