منظور أم نظام؟
الشأن السياسي مؤطر بنصوص الوحي الهادية لكن الحركة فيه تقوم على الموازنة بين المصالح والمفاسد هكذا كان فهم الصحابة الكرام وعظماء هذه الأمة في كل زمان ومكان وتكون المهارة المطلوبة حينئذ في إدراك حجم المصالح والمفاسد المترتبة على ما نستخدمه من أساليب وأدوات ومواقف.
الوحي يمنحنا المنظور ويرسم لنا الخطوط العريضة والتي تتمثل في الشورى والعدل والنزاهة وعدم استغلال السلطة للمصلحة الخاصة ومكافحة الفساد والشفافية وتولية الأكفاء وبذل أقصى الجهد في خدمة المصلحة العامة ويطالبنا بالاجتهاد في توفير النظم والأدوات والمبادرات التي يحتاجها بلوغ مرضاة الله عز وجل في العمل وفق ذلك المنظور
الذين يبحثون عن النظام السياسي في التاريخ لن يجدوا شيئا وهم كمن يبحث عن كنوز الرومان في برج حديث في دبي!!
لاتضيعوا العمر وتهدروا الفرص وتُشقوا العباد في البحث في التراث والتجارب القديمة عن قالب جاهز للحكم فلن تجدوا ذلك القالب ولن يكون ملائما لمواجهة تحديات العصر واستلهموا عوضا عن ذلك القيم العظيمة التي التزم بها الخلفاء الراشدون ومن جاء بعدهم من خيار ملوك المسلمين.
لاعيب في أن نقتبس النظم والوسائل التي تخدم مبادئنا فقد فعل ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومن جاء بعده
ومع الاقتباس علينا الإبداع لنوجد الصيغة الإدارية التي تخدم مبادئنا ومصالحنا.
د. عبدالكريم بكار