حلف فضول سوري
بسم الله الرحمن الرحيم
(حلف فضول سوري)
في الجاهلية وفي مكة المكرمة حدث أن امتنع واحد من زعماء قريش من أداء دين لغريب يمني فاجتمع وجهاء مكة في دار عبدالله بن جدعان وتعاهدوا بالله على أن يكونوا يدا واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يرجع إليه حقه.
وقد حضر نبينا صلى الله عليه وسلم ذلك الحلف وقال بعد أن أكرمه الله بالرسالة: لقد شهدت في دار عبدالله بن جدعان حلفاً ما أحب أن لي به حمر النعم ولو أدعى به في الإسلام لأجبت.
قامت الثورة السورية المجيدة من أجل العدالة والحرية والكرامة، وضد الظلم والفساد والاستبداد وبعد تدخل إسرائيل وروسيا وإيران… لصالح النظام السوري القاتل شعر كثير من السوريين أننا لسنا في ثورة بل في حرب تحرير جديدة للوطن وهذا يتطلب في الحقيقة الكثير من العمل والجهد المختلف عن العمل الثوري، إنه في العمل الذي يقوم به أبطال كل بلد لطرد المستعمر من ديارهم.
قوام التحرر الوطني تحالف أخلاقي من أجل استعادة القرار السوري المستقل وتكوين إطار مفاهيمي وقيمي يجمع كل أولئك الذين ثاروا من أجل الحرية والعدالة بقطع النظر عن انتماءاتهم وتوجهاتهم العقدية والفكرية والسياسية…
وذلك للأسباب والدواعي التالية:
1- التخلص من الشتات والانقسام في الساحة السياسية وتوفير منصة سياسية موحدة للمضي بالعمل الثوري والوطني حتى تحقيق كامل الأهداف المرجوة.
2- الحفاظ على أهداف الثورة وصون مكاسبها واستثمارها في إرساء أعراف وتقاليد سياسية راقية تدفع بالبلاد في اتجاه الاستقرار السياسي بعد الخلاص من النظام القاتل.
3- تنمية الممارسة السياسية الرشيدة وتعويد الناشطين السوريين على العمل السياسي الملتصق بالهم الوطني والحريص على خدمة المصالح الوطنية العليا.
4- التخفيف من الاحتقان الذي يولده تنوع المكونات على الأرض السورية وبناء الثقة بين الأطياف المختلفة.
5- على هذا الحلف أن يركز على إنجاز الاستقلال الوطني والخلاص من النظام المستبد وعليه إلى جانب هذا تجنب النقاش في مسائل الدستور وشكل الدولة والعلاقة بين الدين والدولة وترك نقاش ذلك إلى دوائر أخرى أو مرحلة تالية حتى لا يؤثر ذلك في تماسكه وديمومته.
إن الثورة السورية قد حققت الأرقام القياسية في تكاليفها البشرية والمادية وإن من أبسط حقوق شعبنا وشهدائنا على نخبنا السياسية التحالف من أجل إنجاح الثورة وتحقيق أهدافها.