الطغاة الصغار
يظن كثير من الناس أنهم إذا تخلصوا من طاغية كبير تتحسن أمورهم وهذا أحد الأوهام المتوارثة عبر الأجيال. الطاغية الكبير هو في حقيقة الأمر ليس سوى ممثل لملايين الطغاة الصغار الذين يصفقون له ويتعيشون على موائده وموارده، ممثل لأولئك الذين تشبعوا بالطغيان ومارسوه في كل جوانب حياتهم:
كثير من الآباء يمارسون الطغيان في أسرهم والأخ الأكبر يفعل ذلك مع إخوته وأخواته والمدير والمدرس والضابط والموظف الكبير…..
كثير من هؤلاء يمارس الطغيان!
الطغيان يكون قريناً لامتلاك القوة واليوم نشاهد من شبابنا من امتلكوا قوة إخفاء وجوههم وأسمائهم على مواقع التواصل الاجتماعي فمارسوا و يمارسون أبشع أنواع الطغيان فترى منهم ألوانا مفزعة من السب والشتم والتفسيق والتكفير…
نحن حين نثور على طاغية مجرم مثل بشار الأسد نحتاج إلى ثورة أخلاقية في نفوسنا وأسرنا ومجتمعاتنا على عقلية ونفسية الطغيان التي تتحكم في كثير من تصرفاتنا وإلا فنحن نقوم بانقلاب وليس بثورة. الثورة في جوهرها همة شعب يريد تغيير نفسيات وعقول أبنائه و تغيير نظامه السياسي والخلاص من كل أولئك الذين أذلوه ونهبوه وأخافوه واستعبدوه .
حاربوا الطغيان بالأخلاق الفاضلة والقوانين الصارمة وتأكدوا أن الله تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.