أزمة رجال أم أزمة رؤية؟
هل من المعقول أن يجد معظم ثورات العالم رجالاً يقودونها على طريق تحقيق أهدافها وطموحاتها إلا الثورة السورية فإنها تظل محرومة من ذلك رغم مرور أكثر من ثماني سنوات على انطلاقتها؟!
هل الشعب السوري غير متعلم أو أن السوريين لا يتلقون القدر المطلوب من التربية الجيدة في البيوت أو هو الحسد من الآخرين أو هو الطبع الرديء…؟
الحقيقة أن السوريين مثل كل عباد الله فيهم الصالح والطالح والقائد والتابع والفذ والعادي وبالتالي فأزمتهم ليست أزمة رجال.
أزمتنا أزمةرؤية وفهم لشروط نجاح الثورة و شروط الانتقال من الدولة الاستبدادية العسكرية إلى الدولة المدنية الديمقراطية.
أزمة رؤية وفهم لحاجات الناس الذين ضحوا وبذلو وأزمة فهم للعصر الذي نعيش فيه..
من طبيعة الثورات إيجاد شروخ عميقة في المجتمع ولهذا فإن من شروط نجاح أي ثورة أن تكون قادرة على جذب معظم المواطنين إليها وهذا لا يكون إلا من خلال تأكيدها على كل ما هو مشترك وطني وتغافلها عن كل ما هو خصوصية لطيف أو مكون وطني.
الثورة السورية ابتليت بالأدلجة حيث يريد كل مكون أن تحقق طموحاته ومصالحه وحده دون غيره.
السوريون يحتاجون فقط إلى استعادة الروح الأولى للثورة وهي روح واضحة جداً بل متألقة حيث كان الإجماع على أن الثورة لم تقم إلا من أجل الحرية والعدالة والكرامة وضد الظلم والفساد والاستبداد.
هل يمكن لمطالب من هذا النوع أن تفرق الناس؟
هل هناك سوري واحد لم يشرب من كأس الذل والإهانة وهل هناك سوري واحد لم يمر بتجربة عانى فيها من الظلم والفساد؟؟
بات طريق نجاح الثورة ووحدة الكلمة واضحا جدا ولم يبق سوى المبادرة والعمل.