الرجال مواقف
إننا إذا تأملنا في حياتنا وجدنا أنها عبارة عن سلسلة من المواقف المتتابعة، وفي كل موقف نضيف إليها تفصيلاً ونمنحها لونا جديدا، و من مجموع الألوان والتفصيلات تتكون السيرة الذاتية للواحد منا، نحن جميعا إلى زوال وحين تغادر هذه الحياة سنجد أن أعمالنا قد سبقتنا إلى الحياة الجديدة والأيدية، وهنيئا لأهل الصلاح والاستقامة وأهل السير النظيفة والسرائر النقية.
الرجال يذهبون وتبقى المواقف، لكن أي مواقف تلك التي ستلهم الأجيال القادمة، ونشغل منارات هداية على
دروبهم الطويلة؟
المواقف التي ستبقى هي:
– المواقف التي وقفنا فيها ضد المغريات التي تريد منا التنازل عن مبادئنا وقيمنا في سبيل عرض زائل
– المواقف التي انتصرنا فيها المظلوم، وناصرنا فيها مستضفا بتعرض للابتزاز
– المواقف التي تسامحنا فيها مع مخطئ، وقبلنا فيها اعتذار من اعتذر إلينا.
– المواقف التي بادرنا فيها لسن سنة حسنة، وفتحنا من خلالها حفلا جديدا للممارسة والعطاء
الأمة بحاجة إلى الرجال العظماء، والرجل العظيم يساوي مجموع مواقفه، ومعظم الناس ليس لهم مواقف عظيمة، أو لهم مواقف صغيرة لم يرها، ولم يسمع بها أحد وقد صدق من قال: لدينا الكثير من الذكور، والقليل من
الرجال
ما علينا ..
اللهم أنا وأنتم: ما الذي علينا أن نعمله؟
من كتاب وقفات للعقل والروح للدكتور عبدالكريم بكار