الزبون دائماً على حق
هذه المقولة من أهم ما ترسب في الوعي التجاري عبر التاريخ حيث إن تغيير أفكار الناس وأذواقهم تجاه ما لدينا من سلع وخدمات عمل مضنٍ للغاية، وقد يكون عقيماً، والأسهل منه هو أن نكيّف منتجاتنا وخدماتنا مع ما يستحسنه الناس، ويشعرون أنه يلبي احتياجاتهم، وهذا بالطبع مشروط بكونه في دائرة المباح.
السياسي يشبه التاجر في العديد من الأمور، وفي هذا السياق تكون المهمة المجدية والمنتجة بالنسبة إليه ليست تغيير معتقدات الناس وانتماءاتهم، وتوجهاتهم الثقافية، ولا تربيتهم، وإنما الدفاع عن حقوقهم، وتوخي العدل بينهم وتفهم خصوصياتهم، وتوفير البيئة التي تجعل حياتهم أكثر رخاء واستقراراً من خلال إيجاد الوعي المشترك، وتدوير الزوايا، وتوسيع مساحات المصالح المتبادلة بين المواطنين؛ فالمواطن في نظر السياسي المحترف هو أيضاً دائماً على حق.