النعومة الساحقة
الصهاينة تركيبة فريدة من البشر ، وأصحاب خبرة عريضة في ممارسة الخداع وتسمية الأشياء بغير أسمائها ، ولديهم من الوقاحة والاستعلاء ما يميزهم عن جميع شعوب الأرض . ويبدو لي أن القوم بدؤوا يتعرضون في هذه الأيام لاختبار من نوع جديد ، فهم يدَّعون أن دولتهم هي دولة القانون وحقوق الإنسان ، وهي الدولة الديموقراطية والمتقدمة الوحيدة في بحر من الدول المستبدة والمتخلفة وهم مع طيبهم وحبهم للخير (!) مستضعفون ومهددون بالفناء من جيرانهم الأشرار(!) ولهذا فإنهم يستحقون التعاطف والدعم ! والعجيب أن المهدَّد هو الذي يقتل، ويحاصر ويغتصب الأراضي ، وهو على كل حال فوق الأمم المتحدة و فوق القانون الدولي !
اليهود متفوقون عسكرياً ، وقد لا يكون من المفيد في الظروف الحالية خوض أي نزاع مسلح معهم في الوقت الحاضر ـ على الأقل ـ ، لكن يمكن ضربهم على المنطقة التي تؤلمهم ، وتلك المنطقة هي دعاوهم الكاذبة بالنزاهة والعدالة والأخلاق الإنسانية الفاضلة ، وهي قدرتهم على التستر والتعتيم على الظلم الهائل والعذابات الكبيرة التي تسببوا بها لملايين الفلسطينيين .
اليوم تسدِّد الدماء الزكية التي سالت من أجساد أحرار العالم على سفينة الحرية الضربة الموجعة للعدو المتغطرس ، إن الدماء الزكية استطاعت أن توقظ العالم على آلام مليون ونصف إنسان في قطاع غزة . إن الملايين من الناس اليوم يحدِّثون أنفسهم بتكرار التجربة والمساهمة في تحرير غزة من أغلال إسرائيل .
إن أقنعة الزيف بدأت تتساقط عن الوجه القبيح ، والسؤال هو : كيف يمكن لكل واحد منا أن يكون شرف المشاركة في ذلك ؟
الجواب موجود لدى كل قارئ من القراء الكرام .