أعظم الثورات
لن أكون مبالغا إذا قلت إن الثورة السورية المجيدة واحدة من أعظم الثورات التي عرفتها البشرية في تاريخها الطويل.
نعم هي عظيمة بأهدافها وعظيمة بتضحياتها وعظيمة بالآثار الحضارية التي ستتركها.
الفرس والصهاينة والروس والأمريكان وحفنة من الصغار معهم التقت كلمتهم على إجهاض الثورة وارتكبوا من أجل ذلك فظائع سينسى الناس حين يطلعون عليها جرائم التتار والنازيين والفاشيين ومع هذا فالثوار صامدون في مواقعهم رغم النزيف الشديد.
للشام مآثر وتاريخ عريض في فتوحات الأمة وهي اليوم تقدم النموذج للأجيال الجديدة في كيفية التضحية والبذل من أجل الملة والدين والحرية والعدالة والكرامة.
تقترب الثورة من إكمال عامها الخامس والسوريون أشد إصرارا على بلوغ مطالبهم وتحقيق كامل أهداف ثورتهم وإن النصر قادم بحول الله وطوله ومعونته مهما طال الزمان واشتد التآمر.
كثير من العرب والمسلمين لا يعرفون لماذا ثار السوريون ويتمنون لو أنهم ظلوا في حظيرة الاستعباد أجيالا بعد أجيال.
السوريون ثاروا لأن في الثورة خلاصا من الموت البطيء الذي كابدوه نصف قرن من زمان.
السوريون ثاروا انتقاما للأعراض التي انتهكت وانتقاما لألوف النفوس الزكية التي قضت تحت التعذيب في غياهب المعتقلات.
السوريون ثاروا لأنهم رفضوا حياة السوائم الذليلة وثاروا لأنهم يستحقون حياة أكرم من الحياة التي عاشوها في ظل نظام الإجرام الأسدي.
وإنها لثورة حتى النصر أو الاستشهاد.