بيان حول الهيئة السياسية العامة لمحافظة حمص

بيان

(في شأن تأسيس الهيئة السياسية العامة لمحافظة حمص)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فقد قام عدد من الناشطين الثوريين والمحسوبين على الثورة السورية المجيدة بتأسيس ماسموه الهيئة السياسية العامة لمحافظة حمص، وهذا الحدث يأتي في سياق الحراك الثوري على نحو عام وقد فوجئ كثير من الناشطين الثوريين في المحافظة بقيام هذه الهيئة مما أثار في نفوسهم الكثير من الشك و الريبة.

أنا لا اريد هنا التشكيك في أشخاص المؤسسين ونياتهم فهذا ليس من أسلوبي في معالجة الأمور لكنني أود لفت الانتباه إلى خطأ مبدئي وجسيم وقع فيه المؤسسون حيث إنهم في الوقت الذي يسعى فيه المخلصون من أبناء الثورة إلى توحيد الكلمة ورص الصفوف بخرج علينا من يؤسس لبدعة خطيرة في عالم الثورة والسياسة حين ينشئون هيئة سياسية خاصة بالمحافظة.

إن إدارة الشأن السياسي في أي ثورة محترمة لا تكون إلا لدى جهة واحدة وإن لدى الثورة السورية مؤسساتها السياسية المعترف بها على المستوى الدولي وهي تقوم بمهماتها ملتزمة بمبادئ الثورة وأهدافها.

إن على مؤسسي الهيئة السياسية العامة لمحافظة حمص أن يتخيلوا الحالة التي يمكن أن تصير إليها الثورة فيما لو قامت كل محافظة سورية بتشكيل هيئة سياسية خاصة بها؟!

إن واجب الوقت يتمثل في بلورة وثيقة سياسية موحدة للثورة وجمع كلمة الثوار عليها وهذا هو الذي يليق بعاصمة الثورة حمص العدية وثوارها الأبرار.

إنني لا اشك في قدرة الوعي الثوري لأبناء محافظة حمص على التفريق بين الأنشطة والمبادرات التي تساعد على نجاح الثورة وتلك التي تعوقها وتفت في عضدها.

كلي أمل في أن يدرك مؤسسو الهيئة المشار إليها حجم الخطأ الذي وقعوا فيه وأن يتراجعوا عنه.

ولله الأمر من قبل ومن بعد.

د.عبدالكريم بكار

في ٢٤ شباط ٢٠١٨